تاريخ قريتنا الحبيبة والسياسة وجيل الرواد والشباب

السياسة هي فن الممكن .. تعريف يحفظه تلاميذ الأساس وحتى راعي الضأن في الخلاء يعرف كيف يسوس الأمور بما هو ممكن هذا هو التعريف البسيط من العبد لله البسيط ولكن ما دعاني للكتابة هو هل لتقديم الخدمات و التنمية بقريتنا علاقة بالعمل السياسي المباشر سؤال بدأ يلح عليّ مراراً منذ فترة ليست بالقليلة مع العلم أنى أتعاطي السياسية من باب العلم بالشيء ولا الجهل به ولكن من متابعاتي أجد أن كثيراً من الأمور لا يمكن حلها أو الوصول إلى نهاياتها إلاّ بوجود دور سياسي بارز سواء كان حزباً أو شخصية مرموقة منتسبة إلى حزب ما وزماننا هذا به الكثير ما يؤكد ذلك .
أما تاريخ قريتنا الحبيبة فهو تاريخ تليد كما هو معلوم أبرزه المؤسس أبونا محمد أبوقرون تاريخ بدأ دينياً عقائدياً على الطريقة القادرية في بداية القرن العشرون على ما اعتقد وكان تاريخاً صفوياً قاصداً لله ككل الطرق الصوفية في السودان وانتشر خبر المؤسس أبونا الشيخ أبوقرون ولعلّي لا أبالغ إن قلت قد يكون هو نهاية القعد الفريد لأهل الصلاح والفلاح.
وأما تاريخنا الحديث فهو الظهور السياسي لقريتنا الحبيبة بعد أن صعد نجم أنجال الشيخ أبوقرون وأحفاده وتمركزهم في مناصب مرموقة ودورهم السياسي خلال حقبة الاستقلال وما بعد الاستقلال وخلقهم لروابط جيدة مع الطيف السياسي على مختلف مشاربه ( الاتحاديون – الأمة – الخ ... ) وفيما بعد ( جبهة الميثاق ) وكل هذه الروابط السياسية والعقائدية هي التي جعلت شمس قريتنا ساطعة وازدادت سطوعاً وشموخاً حين توجت تاج البيعة في العام 1983م حيث كانت البيعة الأولى للشريعة الإسلامية للرئيس الأسبق جعفر النميري بميدان البيعة شرق المسيد وكان ما كان وكانت لحظة التحول في السودان من قريتنا الحبيبة الطيبة السامقة الشامخة بشموخ وعزة شيوخها وأهلها .
ما جعلني اسرد التاريخ أعلاه هو أنني بدأت اشعر بأننا بدأنا نفقد بريقنا والقنا في العمل العام والسياسي لأنه بالسياسة تحققت تنمية لقريتنا ( المدارس - المياه - المركز الصحي ) وبجهود أبناء ذلك الجيل الجميل ومنهم علي سبيل المثال لا الحصر مولانا النيل أبوقرون- صلاح الجيلي أبوقرون - محمد الخليفة حسن(الشيخ ) - كباشي الخليفة حسن - يوسف محمد أبوقرون( الخليفة ود الفكي) - عمنا حسن شيخ العرب (رحمه الله) وهؤلاء يمكن أن نطلق عليهم ( جيل الرواد ) واسأل الله لهم العفو والعافية بقدر ما قدموا . لكن ( ولكن للاستدراك كما يقول أهل اللغة) ما يحزنني أن جيلنا عازف كما أرى وأتمنى أن أكون مخطئاً عزوفاً غريباً عن العمل العام ولا يكاد هنالك وجود للشباب حتى داخل الحي إلا من رحم ربي ورغم ذلك يوجد استثناءاً واحداً واكرر واحداً فقط من الشباب وأتمنى له التوفيق والسداد وان يحذو البقية حذوه وهو أخونا صلاح الدين محمد الأمين فيا شباب قريتنا الحبيبة لا تهابوا العمل العام وخدمات المنطقة تتطلب العمل السياسي المرموق والعلاقات الجيدة وأرجو من جيل الرواد رعاية من يرون أنهم قد يخلفونهم في رفعة القرية ويخدمونها وأهلها فالأعمار بيد الله .
الإخوة بالمنتدى الموضوع مطروح للنقاش الحر والآراء الهادفة وكما قيل ( نصف رايك عند اخيك)