التودد إلى الناس نصف العقل

أيها الإخوة الأحباب ما أعظم أن يتودد الإنسان لإخوانه بحسن خلقه حتى ينال محبتهم فعن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يحرم على النار كل هين لين قريب سهل )
وعلى الإنسان أن يتحبب الى الناس بلزوم حسن الخلق وترك سوء الخلق لأن الخلق الحسن يذيب الخطايا كما تذيب الشمس الجليد وإن الخلق السيء ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل وقد تكون في الرجل أخلاق كثيرة صالحة كلها وخلق سيء فيفسد الخلق السيء الأخلاق الصالحة كلها

خالق الناس بخلق حسن
لا تكن كلبا على الناس يهر
والقهم منك ببشر ثم صن
عنهم عرضك عن كل قذر

قال الفضيل بن عياض إذا خالطت فخالط حسن الخلق فإنه لا يدعو إلا الى خير وأنت منه في راحة ولا تخالط سيء الخلق فإنه لا يدعو إلا الى شر وأنت منه في عناء، وقال: لإن يصحبني فاجر حسن الخلق أحب الي من ان يصحبني قاريء سيء الخلق إن الفاسق إذا كان حسن الخلق عاش بعقله وخف على الناس وأحبوه وإن العابد إذا كان سيء الخلق ثقل على الناس ومقتوه

حافظ على الخلق الجميل وفز به
ما بالجميل وبالقبيح خفاء
إن ضاق مالك عن صديقك فألقه
بالبشر منك إذا يحين لقاء

إن حسن الخلق بذر اكتساب المحبة، كما إن سوء الخلق بذر استجلاب البغضة، ومن حسن خلقه صان عرضه، ومن ساء خلقه هتك عرضه لأن سوء الخلق يورث الضغائن والضغائن إذا تمكنت في القلوب أورثت العداوة والعداوة إذا ظهرت أهوت بصاحبها الى النار إلا أن يتداركه المولى بتفضل منه وعفو

للخير أهل لا تزال ... ........وجوههم تدعو اليه
طوبى لمن جرت الأمور ... الصالحات على يديه
مالم يضق خلق الفتى ... فالأرض واسعة عليه

إن التودد الى الناس نصف العقل وحسن المسألة نصف العلم واقتصادك في معيشتك يلقي عنك نصف المؤونه
والتحبب الى الناس أسهل ما يكون وجها وأظهر ما يكون بشرا وأخصر ما يكون أمرا وأرفق ما يكون بهيا وأحسن ما يكون خلقا وألين ما يكون كنفا وأوسع ما يكون يدا وأدفع ما يكون أذى وأعظم ما يكون احتمالا فإذا كان المرء بهذا النعت لا يحزن من يحبه ولا يفرح من يحسده لأن من جعل رضاه تبعا لرضا الناس وعاشرهم من حيث هم استحق الكمال بالسؤدد

أعاشر معشري في كل أمر
بأحسن ما أريت وما رأيت
واجتنب المقابح حيث كانت
واترك ما هويت وما فريت

و حاجة المرء الى الناس مع محبتهم إياه خير من غناه عنهم مع بغضهم إياه والسبب الداعى إلى صد محبتهم له هو التضايق في الأخلاق وسوء الخلق لأن من ضاق خلقه سئمه أهله وجيرانه واستثقله إخوانه فحينئذ تمنوا الخلاص منه ودعوا بالهلاك عليه

فقدت ثقال الناس في كل بلدة
فيارب لا تغفر لكل ثقيل

والأستثقال من الناس يكون سببه شيئين أحدهما مقارفة المرء ما نهى الله عنه من المآثم لأن من تعدى حرمات الله أبغضه الله ومن أبغضه الله أبغضته الملائكة ثم يوضع له البغض في الأرض
فلا يكاد يراه أحد إلا استثقله وأبغضه
والسبب الآخر هو استعمال المرء من الخصال ما يكره الناس منه فإذا كان كذلك استحق الأستثقال منهم

ليتني كنت ساعة ملك الموت فأفنى الثقال حين يبدوا
ولو أني وأنت في جنة الخلد لقلت الخروج منها أريد
لدخول الجحيم أهون من جنة خلد أراك فيها ترود

فمن عدم المال فليبسط وجهه للناس فإن ذلك يقوم مقام بذل المعروف إذ هو أحد طرفيه
سئل عبد الله بن المبارك رحمه الله عن حسن الخلق فقال هو بسط الوجه وبذل المعروف

....اللهم اجعلنا ممن حسنت أخلاقهم ونالوا رضاك .....

قال صلى الله عليه وسلم Sad

إنّ من خياركم أحاسنكم أخلاقا)
وقال عليه افضل الصلاة واتم التسليم Sad

ما من شيء أثقل في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق وإنّ الله ليبغض الفاحش البذي
[رواه الترمذي وصححه الألباني].
كما قال صلي الله عليه وسلم انما بعثت لاتم مكارم الاخلاق

اللهم اجعلنا ممن حسنت اخلاقهم
ومشكور يادكتور علي الموضع الجميل ده

جزاك الله خير الشيخ حسن المهلاوى
وقال حبيبنا محمد:
ان الله يرزقكم بضعفائكم وفقرائكم