[b]عواقب الغيرة والحسد .... تأملات في سورة يوسف[/b]

إذا تأملت رحمك الله تعالى سورة يوسف عليه السلام تجدها مليئة بالمعاني المفيدة والجمل الفريدة والقصص الهادفة .. ولو كررت النظر أيضا لوجدت أن محور موضوعها يدور حول قصة يوسف عليه السلام مع أخوته والتي مدارها الحسد والغيرة ....
وهما جبلة أصيلة في النفس وغريزة ابتلى الله بهما الثقلين (الجن والإنس) مثلها مثل الغرائز الأخرى الجبلية في النفس البشرية وهي إما أن تدفع بصاحبها إلى تحصيل الخير والمنافع أو إلى حصد الشقاء والمكابدة وزيادة التعاسة والمعاناة التي يعيشها من تمكنت منه هذه الخصلة قبل لحظة التشفي عند حصول ما يستثيرها ويحركها ... (الغرور .. الكبر .. عدم الرضا بالمقسوم .. استكثار النعمة على الغير وتمنى زوالها عنه )....
فمن أراد أن يتلمس تلك المعاني ويقف على عاقبة الغيرة والحسد التي غالباً ما يغفل عنها من تأصلت في نفسه تلك الخصلةالذميمة فليتدبر معاني هذة السورة وليتأمل ما فيها بعد تحقيق معانيها ، فقد اشتملت على الكثير من المعاني والعبر في الغيرة والحسد وعواقب ذلك والتي أمر الله تعالى بالتعوذ من شرها قال تعالى : (ومن شر حاسدٍ إذا حسد).
هو ذات الأمر الذي أدى بالأخوة إلى أن يتآمروا على أخيهم مع كبرهم ونضجهم وكثرتهم واستغائهم عن رعاية أبيهم وصغر أخيهم وبراءته واحتياجه إلى رعاية أبيه فلم ينههم ذلك كله عن شناعة الفعل وسوء عاقبته بعد ذلك التي غفلوا عنها ولم يدركوها حين ما جرهم حسدهم على أخيهم إلى اقتراف مااقترفوا بيوسف بعد أن علموا أنه أقرب إلى قلب أبيهم منهم ...
هو نفس الأمر الذي جر باليهود بعد ذلك وهم أهل كتاب ومن نسل الأنبياء وأعلم الناس بالكتب السماوية وأكثر من آتاهم الله من العلم والحكمة إلى أن يدفعوا الحق بالباطل وينكروا ما أقراته كتبهم وأثبته علمهم من الحق في إثبات نبوة محمد وصدق إخباره بما يوحيه الله إليه من الكتاب (... حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق ...) ..
وهو ذات الأمر الذي جعل الأخ يقتل أخاه قبل ذلك في قصة قابيل وهابيل ابني آدم عليه السلام وهم أول البشر و خيرهم وأبوهما أبو البشر من اصطفاه الله تعالى واجتباه وأمر الملائكة بالسجود له ليس إلا لإرضاء غرور النفس وكبرها وعدم انصياعها للصواب والحق فجره ذلك إلى التردي في حبائل النفس (إن النفس لأمارة بالسوء .. ) ليرضيها ويستشفي مما يجد من آثار الفشل والتقصير وفقدان الأمل في تحصيل ما امتاز به غيره فيدلاً من أن ثحمله إيمانه وحسن ظنه بالله الذي فقده إلى أن يحذو حذو من سبقه أو حتى أن ينافس في في تحصيل المقصود والتعلق بأسباب الوصول ومقدمات النجاح لينتهي إلى ما انتهى إليه غيره وهو اشفى للنفس وأنفع وهو ما يسمى ( بالغبطة) قال تعالى (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ..) وهي خصال الصالحين ..
وهو ذات الأمر الذي جر بإبليس لعنه الله قبل ذلك في أول ما خلق الله آدم عليه السلام إلى أن يستكبر ويستعلى على أمر الله تعالى منعه غرور نفسه من أن يطيع الله رب العالمين وأن يعصيه وقد أطاعه أهل السموات أجمعون فانظر إلى شناعة الفعل الذي ارتكبه لإرضاء غروره دون إدراك لسوء العواقب بعد ذلك .... الطرد من رحمة الله والخلود في النار أبد الآبدين .. فياليته فكر وتدبر قبل أن يجره كبره وغروره وهما أكبر مقدمات الحسد إلى أن يفعل ما فعل (إلا أبليس استكبر وكان من الكافرين ..) فتأمل رحمك الله تعالى ...
فإذا وجدت في نفسك على أحد منه شيءٍ فاتهم نفسك بالتقصير في حال العجز عن تحصيل ما حصل غيرك وإدراك ما أدرك غيرك فادفع بنفسك في أثره لتحصيل ما نال والظفر بمثل ما ظفر به .. والله أعلم .. يبتبع في الموضوع القادم في سلسلة تزكية النفس.

مشكوووور ابو محمد
ومشكووووور ابوهاجر علي الكلمات الرائعة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم ,,,, (الغيرة) و( الحسد ) داءً فتاكاً لا يستطيع أشهر وأكبر جراح أن يعالجهما هما داءً ينخر جسد صاحبهما بالمقام الأول يعميانه عن شكر الله والخوف منه والاستغفار وهذان الدائان لا يجتمعون أبداً بإنسان طيب بل يجتمعان بأناس الشر يملأ قلوبهم والكره يتطاير من عيونهم نسأل الله أن يحمينا من هذان الدائان
قال الشاعر :
وكـلٌ أدوايه علـى قـدر دائه **** سوى حاسدي فهي التي لاأنالها
وكيف يدواي المرء حاسد نعمة **** إذا كـان لا يرضيه إلا زوالها
سلمت يمينك موضوعك رائع يا باش مهندس يونس فعلاً أبشع صفات المسلم هي الحسد والغيرة وهي فعلاً داء ليس له دواء وللأسف هي منتشرة جداً في هذا الزمن وللأسف الشديد تجد من يحسدك أقرب الناس إليك والعياذ بالله حمانا الله من شر حاسد إذا حسد .

انتظر جميل إبداعك ارجوا منك تقبل مروري

لكم فائق حبي واحترامي ,,,
ميدو أبوقرون